Wednesday 2 September 2009

القصة صغيرة





الغلام والعمدة

حمار غريب دخل إحدى مزارع القرية وبدأ يأكل منها، تساءل صاحب المزرعة: كيف يُـخرج الحمار؟ أسرع إلى بيته فالقضية لا تحتمل التأخير، أحضر عصاً طويلة ومطرقة ومسامير وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى.


كتب عليها: يا حمار اخرج من مزرعتي، ثبت الكرتون بالعصا الطويلة وذهب إلى حيث يرعى الحمار في المزرعة رفع اللوحة عاليا، انتظر من الصباح الباكر حتى غروب الشمس ولكن الحمار لم يخرج، حار الرجل، ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة.

في صباح اليوم التالي، صنع عدداً كبيراً من اللوحات، ونادى أولاده وجيرانه، يعنى عمل مؤتمرا، ترأسه العمدة الذي صف الناس في طوابير يحملون لوحات كثيرة كتب عليها:" أخرج يا حمار من المزرعة، الموت للحمير" ثم تحلقوا حول الحقل وبدأوا يهتفون اخرج يا حمار.


والحمار يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله، غربت شمس اليوم الثاني فرجعوا إلى بيوتهم.
في صباح اليوم الثالث، جلس الرجل في بيته يفكر في خطة جديدة لإخراج الحمار، فالزرع أوشك على الحصاد، خرج الرجل باختراع جديد عبارة عن نموذج لمجسم حمار يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي، ولما جاء إلى المزرعة وأمام نظر الحمار وحشود القرية المنادية بخروج الحمار سكب البنزين على المجسم وأحرقه فكبّر الحشد.. وقهقه العمدة، لكن الحمار نظر إلى النار ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة.. يا له من حمار عنيد.. أرسلوا وفدًا للتفاوض، خاطبه قائلاً: صاحب المزرعة يريدك أن تخرج..الحمار ينظر إليهم.. ثم يعود للأكل لا يكترث بهم، بعد عدة محاولات أرسل الرجل وسيطاً آخر قال للحمار: صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض مزرعته - لو كان صاحبها حقاً ما تنازل عن شبر منها - الحمار يأكل ولا يرد، ثلثها، الحمار لا يرد، نصفها.. هنا رفع الحمار رأسه وقد شبع من الأكل ومشى قليلاً إلى طرف الحقل وهو ينظر إليهم، فرح الناس لقد وافق الحمار أخيراً..

أحضر صاحب المزرعة الأخشاب، وسيَّج المزرعة، وقسمها نصفين، وترك للحمار النصف الذي هو فيه.. في صباح اليوم التالي كانت المفاجأة.. لقد ترك الحمار نصيبه ودخل في نصيب صاحب المزرعة وأخذ يأكل.. رجع أخونا مرة أخرى إلى اللوحات، يبدو أنه لا فائدة مع هذا الحمار إنه ليس من حمير المنطقة، لقد جاء من قرية أخرى، بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار واللجوء إلى قرية أخرى.. وأمام دهشة الجميع وعلى مرأى من أهل القرية الذين حضروا ليشاركوا في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار المحتل.. خرج من بين الصفوف غلام - تبرق عيناه بالأمل - تقدم إلى الحمار وضربه بعصا صغيرة على قفاه، فإذا به يركض خارج الحقل، "يا الله"! صاح الجميع مبتهجين.. لكن العمدة انفجر غاضباً وهو يقول: لقد فضحَنا هذا الصغير وأظهر عجزنا وقلة حيلتنا،


وبدل أن يشارك الناس فرحتهم بخروج الحمار من المزرعة، صب جام غضبه على الغلام وأمر باعتقاله ومحاكمته!

1 comment:

  1. قصة جميلة...كم غبي هذا صاحب المزرعة وليضا كل في حوله..كتبوا على اللوحة ويحملونه لهذا الحمار..بالطبع وبالتاكيد لم ولن يقرأ او يفهم اي حاجة مكتوبة عليها..على العموم من هذه القصة درست شيئا خصوصا في مجال التعليم, يجب على المعلم ان يستخدم الطريقة الاتصالية والتعليمية واللغوية المناسبة بالمستوى الطلاب..ولو المعلم له شهادة ماجسنير او دكتورة,اذا يعلم الطفلة لا يتكلم عن معرفته كيفما يعبرها للكبار.. اذا ،لا تستخدم اللوخة لتخريج الجمار من مزرعتك..صح يا استاذ؟؟

    ReplyDelete